×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وقال صلى الله عليه وسلم: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَْرْضُ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «آتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ ألاَّ أَفْتَحَ لأَِحَدٍ قَبْلَكَ» ([2]) .

****

 الأمة يوم الجمعة؛ ولهذا ما حسدونا على شيء مثلما حسدونا على يوم الجمعة، فهذا يدل على فضل هذه الأمة أن الله اختار لها أفضل الأيام يوم الجمعة، فيوم الجمعة هو اليوم الأول، وهم صاروا تبعًا بعده، صار يوم السبت ويوم الأحد بعد يوم الجمعة، فصار السبق لهذه الأمة، ولله الحمد.

أي: عند البعث، إذا نفخ في الصور، ثم انشقت الأرض عمن فيها، أول من تنشق عنه الأرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هذا يدل على فضله صلى الله عليه وسلم: ﴿يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ [ق: 44].

وهذا من فضائل هذا الرسول وفضائل أمته أنه أول من يستفتح باب الجنة، وأن الله أمر خازن الجنة أن لا يفتح لأحد قبله، قال عز وجل: ﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ [الزمر: 73] أول من يستفتح هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أول من يدخل الجنة من الرسل، وأول من يدخلها من الأمم محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كانوا الآخِرين في الخلق، إلاَّ أنهم السابقون يوم القيامة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2412).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (197).