×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

 بينما اليهود أخذوا يوم السبت، والنصارى أخذوا يوم الأحد، فالله عز وجل اختار لهذه الأمة يوم الجمعة؛ لأن اليوم الذي تجتمع فيه الفضائل: فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وأخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله شيئًا إلاَّ أعطاه إياه، فهو يوم الجمعة، اختاره الله لهذه الأمة، أما اليهود، فهم أخذوا يوم السبت، اليهود والنصارى اختلفوا في اليوم الذي يجعلونه يوما للعبادة، فاليهود أخذوا يوم السبت والنصارى أخذوا يوم الأحد، لماذا؟ قالوا: لأن يوم السبت هو اليوم الذي فرغ الله فيه من خلق السموات والأرض، وقالت النصارى: الأحد الذي بدأ الله فيه خلق السماوات والأرض؛ لأن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، أولها يوم الأحد، وآخرها يوم الجمعة، فاليهود زعموا أن الله استراح يوم السبت؛ لأنه تعب من خلق السماوات والأرض - تعالى الله عما يقولون -، ولهذا قال عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ [ق: 38]: ﴿أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَلَمۡ يَعۡيَ بِخَلۡقِهِنَّ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰۚ بَلَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [الأحقاف: 33]؛ يعني: لم يتعب، العي: هو التعب، هذا رد على اليهود، زعموا أن الله استراح من التعب في يوم السبت، فهم يعطلون فيه، ويتعبدون فيه، وهذا زعم باطل.

النصارى أخذوا يوم الأحد؛ لأنه هو بداية الخلق، لكن الجمعة كمال الخلق، أيهما أفضل البداية أو الكمال؟ الكمال، فاختار الله لهذه


الشرح