×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «نَحْنُ الآْخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ ؛ فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ - يَعْنِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ - فَهَدَانَا الله لَهُ، النَّاسُ لَنَا تَبَعٌ فِيهِ، غَدًا لِلْيَهُودِ وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى» ([1]) .

****

«نَحْنُ الآْخِرُونَ»؛ يعني: في الخلق، السابقون في البعث يوم القيامة، «بيد أنهم»؛ أي: من أجل إنهم، «بَيْدَ أَنَّهُمْ» بمعنى: من أجل، أو بمعنى التعليل؛ لأننا أوتينا الكتاب من بعدهم، وأوتوا الكتاب من قبلنا، فهي تعليلية «بَيْدَ» تعليلية، ما سبب أننا السابقون يوم القيامة؟ لأننا أوتينا الكتاب من بعدهم، قال الله عز وجل: ﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ ٣٢جَنَّٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ ٣٣ [فاطر: 32- 33]، تأمل! الظالم لنفسه، والمقتصد، والسابق بالخيرات كلهم يدخلون الجنة، ولله الحمد والمنة، فهو سبحانه وتعالى أورث هذه الأمة الكتاب، الذي هو القرآن المهيمن على الكتب التي قبله، المصدق لها.

«بَيْدَ أَنَّهُمْ» قيل: إنها بمعنى غير؛ أي: غير أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وقيل: إنها تعليلية؛ أي: لأجل أننا أوتينا الكتاب، والشيخ يرجح هذا يرجح أنها بمعنى: لأنا أوتينا الكتاب، تعليلية؛ كما ذكر هذا في اقتضاء الصراط المستقيم.

مما يدل على فضل هذه الأمة أن الله اختار لها يوم الجمعة،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (876)، ومسلم رقم (855).