×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس  وجمع له ولأمته من الفضائل والمحاسن ما فرقه فيمن قبلهم،وهم آخر الأمم خلقًا، وأول الأمم بعثًا،

****

 كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [المائدة: 3]، وباقية لا تنسخ إلى أن تقوم الساعة. وأيضًا الكتاب الذي أنزله عليه أفضل الكتب على الإطلاق، القرآن هو أفضل الكتب الإلهية على الإطلاق.

كما قال عز وجل: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ ِ [آل عمران: 110] فهم خير للناس في أنهم يدعون إلى الله، ويعلمون، ويجاهدون في سبيل الله؛ لينشروا هذا الدين، ويخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، فخيرهم ليس قاصرًا عليهم، وإنما يتعدى للناس كافة، وهذا واضح في جهاد المسلمين ونشر هذا الدين في المشارق والمغارب، حتى أنقذ الله به أممًا من الكفر، ومن الضلال، ومن النار، ومن الجهل.

جمع ما فرقه؛ لأن الجمع ضد التفريق، فهم اجتمعت فيهم الفضائل المتفرقة في الأمم السابقة.

آخر الأمم خلقًا، أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي آخر الأمم، وبعدها تقوم الساعة، وهم أول الأمم بعثًا، إذا بعث الناس من قبورهم، فهم أول من يبعث، وأول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، هو أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة صلى الله عليه وسلم، فهم وإن كانوا متأخرين في الخلق، إلاَّ أنهم السابقون في البعث.


الشرح