وصاحب
لواء الحمد،وصاحب الحوض المورود،وشفيع الخلائق يوم القيامة،وصاحب الوسيلة والفضيلة،الذي
بعثه بأفضل كتبه، وشرع له أفضل شرائع دينه
****
سنة، وهم وقوف على أقدامهم، وهذا
هو المقام المحمود ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ
فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا
مَّحۡمُودٗا﴾ [الإسراء: 79] يحمده عليه الأولون والآخرون.
اللواء هو الراية التي يجتمع تحتها الجند.
الذي جاء وصفه في الأحاديث أنه حوض طوله مسافة شهر، وعرضه مسافة شهر، وأن
ماءه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأن من شرب منه شربة، فلا يظمأ بعدها
أبدا، هذا لمحمد صلى الله عليه وسلم.
شفيع الخلائق؛ كما سبق في المقام المحمود.
صاحب الوسيلة، وهي القصر الذي في الجنة، «سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ،
لاَ تَنْبَغِي إلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا
هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» ([1]).
من فضائله على غيره من الأنبياء: أن شريعته هي أفضل الشرائع، كاملة شاملة، ﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (384).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد