وسيد
ولد آدم،وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا،وخطيبهم إذا وفدوا،صاحب المقام المحمود، الذي
يَغْبطه به الأوَّلون والآخرون،
****
قال صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَلاَ فَخْرَ»
([1])، هذا من باب التحدث
بنعمة الله، لا من باب الفخر أو تنقص المفضول، وإنما هو التحدث بنعمة الله.
وهذا عند الله سبحانه وتعالى، ولذلك لما أُسري به صلى الله عليه وسلم إلى
بيت المقدس، جمع الله الأنبياء، فصلى بهم صلى الله عليه وسلم، صار إمامهم.
إذا وفدوا على الله عز وجل، فإنه يؤذن له بالكلام صلى الله عليه وسلم: ﴿يَوۡمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
صَفّٗاۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَقَالَ
صَوَابٗا﴾ [النبأ: 38].
المقام المحمود هذا أيضًا من فضائله صلى الله عليه وسلم، مما فضله الله به على غيره من الأنبياء، والمقام المحمود هو الشفاعة العظمى؛ حينما يشتد القيام على الخلائق في المحشر، ويطلبون من يشفع لهم عند الله؛ ليفصل بينهم، ويريحهم من الموقف، فيتقدمون إلى آدم، ثم إلى إبراهيم، ثم إلى موسى، ثم إلى عيسى، وكلهم يعتذر، ثم ينتهون إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: «أَنَا لَهَا» فيخر ساجدًا بين يدي الله سبحانه وتعالى، ولا يزال ساجدًا يدعو ربه، حتى يقال له: «يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ» ([2])، فيشفع في الخلائق بأن يحاسبهم الله، ويصرفهم من الموقف الطويل، الذي شق عليهم خمسين ألف
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3615)، وابن ماجه رقم (4308)، وأحمد رقم (10987).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد