بينهم، وذر التراب على
رؤوسهم، ثم خرج إلى أبي بكر رضي الله عنه، وخرج الاثنان إلى غار ثور، واختفيا فيه،
حتى انقطع عنهم الطلب، ثم ذهبا إلى المدينة بسلام وأمان من الله سبحانه وتعالى،
حتى وصلوها، ولحق بأصحابه، قال عز وجل: ﴿وَإِذۡ
يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ
يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30] مكر
الله لرسوله، فأخرجه من بينهم - وهم لا يشعرون - بطريقة عجيبة، ﴿وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ
وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ﴾ إلى قول الله عز وجل: ﴿وَمَا
كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ
بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ٣٥إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ لِيَصُدُّواْ
عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيۡهِمۡ حَسۡرَةٗ ثُمَّ يُغۡلَبُونَۗ
وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحۡشَرُونَ ٣٦﴾ [الأنفال: 35- 36]
وقال: ﴿وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ
ٱلۡحَرَامِ﴾ [الأنفال: 34]، ﴿وَإِذۡ
قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ مِنۡ عِندِكَ﴾ [الأنفال: 32]،
يتحدون الله عز وجل ﴿فَأَمۡطِرۡ
عَلَيۡنَا حِجَارَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ﴾ [الأنفال: 32]، إن كان هذا
القرآن من عندك، يتحدون الله: ﴿فَأَمۡطِرۡ
عَلَيۡنَا حِجَارَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئۡتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٖ﴾، يتحدون الله عز
وجل ! قال الله عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ
لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡۚ﴾ [الأنفال: 33] ما دام الرسول بين أظهرهم، فلن يعذبهم
الله ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ
مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33]، فذكر
مانعين من العذاب:
المانع الأول: وجود الرسول صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، كل نبي من الأنبياء إنما يُهْلَك قومه، إذا أخرجه الله من بينهم.
الصفحة 7 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد