وقال
تعالى: ﴿وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ﴾ [الأنفال: 30]،
إلى قوله: ﴿وَمَا لَهُمۡ أَلَّا
يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا
كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ
وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الأنفال: 34]،
****
اجتمعوا في دار الندوة، التي يجتمع
فيها خبراؤهم وأصحاب الرأي منهم: ماذا يفعلون بمحمد الذي سبَّ آلهتهم، وسفَّه
أحلامهم؟ وأيضًا لما هاجر أصحابه إلى المدينة، خافوا أن يلحق بهم، فتتكون له قوة
فيغزوهم، ويسيطر عليهم، أرادوا منعه من الهجرة واللحاق بأصحابه، فاجتمعوا في دار
الندوة يتشاورون: ماذا يفعلون به؟ قال بعضهم: يُحْبس ﴿لِيُثۡبِتُوكَ﴾، والإثبات
معناه: الحبس، يحبس حتى يموت؛ كما مات غيره من الشعراء: ﴿أَمۡ يَقُولُونَ شَاعِرٞ
نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ﴾ [الطور: 30]؛ يعني: ننتظر
لما يموت، يحبس ويترك في الحبس إلى الموت؛ حتى لا يهاجر ويذهب لأصحابه، ﴿أَوۡ يَقۡتُلُوكَ﴾، ينهون حياتك،
ويستريحون منك، ﴿أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ﴾ يطردونك من مكة؛
حتى لا تفسد عليهم أمرهم، يطردونك من مكة ومن الحرم؛ حتى لا تفسد عليهم أمرهم،
جاءهم الشيطان في صورة إنسان، وقال لهم: اجمعوا جماعة من الفتيان من كل قبيلة فتى
قوي، وأعطوهم الرماح، فإذا خرج محمد، فإنهم يطعنونه طعنة رجل واحد، فيتفرق دمه في
القبائل؛ فلا تقدر قريش على أخذ القبائل كلها، فقالوا: هذا هو الرأي، فجاءوا
بالفتيان، ومعهم السلاح، ويترصدون لخروج النبي صلى الله عليه وسلم، فالله أخرجه من
بينهم، وهم لا يشعرون، وترك عليًّا رضي الله عنه على فراشه ينظرون إليه، يظنون أنه
الرسول، وخرج من بينهم لا يشعرون به، أخرجه الله من
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد