وكانوا
يستكبرون به على غيرهم، كما قال تعالى: ﴿قَدۡ كَانَتۡ ءَايَٰتِي
تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡ تَنكِصُونَ ٦٦مُسۡتَكۡبِرِينَ
بِهِۦ سَٰمِرٗا تَهۡجُرُونَ ٦٧﴾ [المؤمنون: 66- 67]،
****
عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم
بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ
١٧ إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ
فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ ١٨ أَجَعَلۡتُمۡ
سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ
وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَجَٰهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ لَا يَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ
وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٩ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ أَعۡظَمُ
دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ٢٠﴾ [التوبة: 17- 20]،
هذه الفوارق، فمجرد أنهم يخدمون البيت، أو يبنونه، أو يخدمون الحجاج، ويسقون
الحجاج، هذا كله لا يكون لهم به ميزة على الناس.
يعني يقولون: لو ما اتبعنا الرسول، لو ما اتبعنا محمدًا، يكفينا أننا عمار
البيت والقائمون على شؤونه.
﴿مُسۡتَكۡبِرِينَ بِهِۦ﴾؛ أي: بالبيت.
﴿سَٰمِرٗا﴾؛ يسمرون بالليل في
نواديهم، ويتمدحون بذلك على الناس.
﴿تَهۡجُرُونَ﴾؛ أي: يقولون القول
الهجر، والقول القبيح.
﴿سَٰمِرٗا تَهۡجُرُونَ﴾؛ يعني: سمركم بالليل كله بالكلام الهجر، والكلام الفاحش البذيء. هذا ردٌّ عليهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد