وكان مشركو العرب
يدَّعون أنهم أهل الله، لسكناهم مكة ومجاورتهم البيت،
****
بدليل، ولهذا قال: ﴿قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ
إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾، فيطلب الدليل من المنافي؛ كما أنه يطلب من المثبت، هم
الآن قالوا: ﴿لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ
إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ﴾، هذا نفي ﴿قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ
إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾، فيطلب الدليل منهم؛ كما أن من أثبت شيئًا، فلابد أن
يقيم الدليل عليه، ﴿وَقَالُواْ لَن
يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ
قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١١١ بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ
لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ
وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ١١٢﴾ [البقرة: 111، 112]؛ أي: بلى يدخل الجنة غير اليهود
والنصارى ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ
وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ﴾ [البقرة: 112] ﴿وَهُوَ
مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 112] أخلص
عبادته لله من الشرك، ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ
أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 112] أي:
متبع للرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه شروط قبول العمل: الإخلاص لله عز وجل،
والاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم.
كان أهل مكة يفتخرون على غيرهم بأنهم سكان مكة، سكان الحرم، وأنهم سدنة البيت، وأنهم يخدمون البيت، ويبنونه، استكبروا به على الناس، وظنوا أن هذا يكفيهم عند الله عز وجل، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الأنفال: 34]، فأولياء البيت هم المتقون ﴿مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد