×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» ([1]).

ومثل هذا الحديث الآخر: «إنَّ أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ أَيًّا كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا» ([2])كما أن من الكفار من يدَّعي أنه ولي الله وليس وليًّا لله؛ بل عدو له،

****

 لقد رضي الله عنهم، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا يدخلون النار، فهؤلاء هم أولياء الله على الحقيقة.

يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ» ([3]) وليسوا غير المتقين، فكل تقي، فهو ولي لله ورسوله، أينما كانوا من الأرض، ولو لم يكونوا في مكة، أينما كانوا من الأرض، حيث كانوا، ومن كانوا، ولو كانوا من الموالي، أو من المماليك، أو من العرب، أو من العجم، من كانوا، المتقون هم من كانوا أولياء الرسول صلى الله عليه وسلم.

من الكفار من يزعم أنه ولي لله؛ مثل: ما سبق من دعاوى المشركين من أهل مكة، وأنهم أهل البيت، وأنهم أهل الحرم، فيستكبرون بذلك على الناس، ويظنون أن هذا يكفي عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدَّعون أنهم أولياء الله؛ لأنهم أولياء بيته، فهم أولياء الله، الله عز وجل رد عليهم: ﴿إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ [الأنفال: 34]، فهذا موجود في المشركين، وكذلك وجد هذا في


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2496).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (22052)، وابن حبان رقم (647)، والطبراني في الكبير رقم (241).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (4242).