ويعتقدون في
الباطن ما يناقض ذلك؛ مثل: ألاَّ يقرُّوا في الباطن بأنه رسول الله، وإنما كان
ملكًا مطاعًا ساس الناس برأيه، من جنس غيره من الملوك . أو يقولون: إنه رسول الله
إلى الأميين دون أهل الكتاب، كما يقوله كثير من اليهود والنصارى،
****
مَا كَانُواْ
يَعۡمَلُونَ ٢ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ
فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ ٣﴾ [المنافقون: 2- 3]، فهم يزعمون الإيمان، ومعلوم أن
المؤمن ولي لله، فهم يدَّعون الولاية لله عز وجل، وهم كذبة؛ لأنهم في قلوبهم
جاحدون ومنكرون.
خضعوا له؛ لأن له سلطة، خضعوا للرسول صلى الله عليه وسلم، وتظاهروا
بالشهادة له بالرسالة؛ لأنه له سلطة، ويخافون من سطوته، فهم فعلوا هذا لأجل أن
يعيشوا بأمان، لا أنهم فعلوه إيمانًا من قلوبهم.
من اليهود والنصارى من يشهد أنه رسول الله، لكن رسالته إلى الأميين؛ يعني:
إلى العرب فقط، ولا تشمل أهل الكتاب، هذه شهادة باطلة؛ لأنه لا تكون الشهادة
للرسول بالرسالة إلاَّ إذا كان الاعتراف برسالته إلى الناس عامة: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158]، ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا
كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا﴾ [سبأ: 28]، فمن قصر
رسالته على الأميين - يعني: العرب -، وأن أهل الكتاب لا يدخلون تحت دعوته، ولا
يعترفون برسالته، فهو كافر بالله عز وجل.
ففي هذا رد على الذين يقولون الآن: الأديان الصحيحة ثلاثة، يجب أنها تتحاور، وأنها تتقارب، وكلٌّ يصل إلى الله، اليهود على دين،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد