أو أنه مرسل إلى
عامَّة الخلق، وأن لله أولياء خاصَّة لم يرسل إليهم ولا يحتاجون إليه ؛ بل لهم
طريقٌ إلى الله من غير جهته، كما كان الخضر مع موسى،
****
والنصارى على دين، والمسلمون على
دين. هذا - والعياذ بالله - من أقبح الضلال، وأبطل الباطل؛ لأنهم جعلوا الكفر
إيمانًا، وأنه يوصل إلى الله، وأنه يساوي الإسلام، أن اليهودية والنصرانية تساوي
الإسلام، فهذا تكذيب لقوله عز وجل: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾، وتكذيب لقوله عز
وجل: ﴿ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي
يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم
بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ﴾ [الأعراف: 157].
هذا قول غلاة الصوفية، يعترفون أنه رسول الله إلى الناس، لكن خواص الخلق ما
يدخلون تحت رسالته، خواص الأولياء من الصوفية هؤلاء وصلوا إلى الله، وليسوا بحاجة
إلى الرسل؛ لأنهم عرفوا - يسمونه: العارف - عرفوا ووصلوا، وليسوا بحاجة إلى رسول،
الرسول للعوام فقط.
«ولا يحتاجون إليه»؛ لأنهم عرفوا الله،
ووصلوا إلى الله؛ فليسوا بحاجة إلى الرسول يعرفهم بالله.
هناك فرق بين موسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم: موسى عليه السلام بعث إلى بني إسرائيل، إلى قومه خاصة، أما هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد بعث إلى الناس عامة، الخضر عبدٌ من عباد الله، آتاه الله علمًا من لدنه، ولم يدخل تحت دعوة موسى عليه السلام، هذا جائز في الأمم السابقة، أما هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز -إلاَّ مَن وُجد بعد بعثته- إلاَّ أن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد