أو أنهم يأخذون عن
الله كل ما يحتاجون إليه وينتفعون به من
غير واسطةٍ،
****
يتبعه صلى الله عليه وسلم، حتى موسى عليه السلام لو وُجد، وجب عليه أن
يتبعه، وعيسى عليه السلام إذا نزل في آخر الزمان يتبع هذا الرسول صلى الله عليه
وسلم، فهناك فرق بين رسالة موسى ورسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن
الخصائص التي أوتيها رسولنا صلى الله عليه وسلم أن الرسل قبله يرسلون إلى أممهم
خاصة، وأما هو صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى الناس عامة، هذه لم تحصل إلاَّ له صلى
الله عليه وسلم؛ فلا يسع أحدًا من الخلق بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلاَّ
أن يتبعه، فالصوفية من أمة محمد أمة الدعوة، لا أمة الإجابة - يعني: الغلاة منهم -،
وإلا فليس كل الصوفية خارجًا عن الإسلام بعضهم عنده شطحات، لكنه لا يخرج من
الإسلام، وإنما غلاة الصوفية الذين بلغوا هذه الوقاحة، وقالوا: لسنا بحاجة إلى
الرسل، نحن واصلون إلى الله، وعارفون بدونهم، إنما هم للعوام فقط.
يأخذون عن الله بلا واسطة، غلاة الصوفية يقولون: نحن نأخذ من الله بلا
واسطة، أما المسلمون أو سائر الأمم، فيأخذون من الله بواسطة الرسل، فنحن لا نحتاج
إلى واسطة؛ لأننا وصلنا إلى الله، منهم من يزعم أنه يجلس مع الله، ويتفاهم معه،
ويأخذ منه، ويعطيه. انظر الضلال وأين يبلغ بالإنسان؟!
يقولون: أنتم تأخذون دينكم عن الأموات، وأما نحن نأخذ عن الحي الذي لا يموت، أنتم تأخذون دينكم عن الأموات، عن الرواة الذين رووا لكم القرآن والسنة، أما نحن، فنأخذ ديننا عن الله مباشرة، عن الحي الذي لا يموت.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد