×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

الذين اجتووا المدينة - أي: استوخموها - فأمر لهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح - أي: إبل لها لبن -، وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها، فلما صحوا قتلوا الراعي، واستاقوا الذود، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم، فأتى بهم، فأمر بقطع أيديهم وأرجلهم، وسمرت أعينهم، وتركهم في الحرة يستسقون فلا يسقون. وحديثهم في الصحيحين من حديث أنس ([1])، وفيه: أنهم نزلوا الصفة .

فكان ينزلها مثل هؤلاء، ونزلها من خيار المسلمين سعد بن أبي وقاص، وهو أفضل من بالصفة ثم انتقل عنها، ونزلها أبو هريرة وغيره،وقد جمع أبو عبد الرحمن السلمي تاريخ من نزل الصفة وأما «الأنصار» فلم يكونوا من أهل الصفة،

****

 لأن أبوال الإبل وألبان الإبل فيها علاج للحمى بإذن الله، لما فعلوا بالراعي هذا الفعل، قتلوه، وسمروا أعينه، فالنبي صلى الله عليه وسلم أجرى عليهم القصاص، فعل بهم مثل ما فعلوا بالراعي، هم قطعوا أطراف الراعي؛ أي: قطعوا يديه ورجليه، وسمروا عينيه، وقتلوه، النبي صلى الله عليه وسلم أجرى عليهم القصاص، وفعل بهم مثل ما فعلوا بالراعي.

ينزل بها من أفضل الصحابة كسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وأبي هريرة وغيره من فضلاء الصحابة، إلى أن يستغني عنها، ثم ينتقل منها.

وعبد الرحمن السلمي من العباد ومن المتصوفة، فجمع تاريخ من نزل الصفة بتراجمهم وأسمائهم، وكونه في كتاب.

الأنصار هم أهل الدار من قبل ﴿وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6804)، ومسلم رقم (1671).