×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣ [يونس: 62- 63]، هؤلاء هم أولياء الله على الحقيقة، لا بالادعاء.

فقوله: «مع كفرهم في الباطن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم » من المنافقين، ومن غلاة الصوفية، وغيرهم.

وقوله: «إما عنادًا، وإما جهلاً»؛ إما عنادًا مع العلم إذا كانوا يعلمون، أو جهلاً، وهذا الجهل لا يعذرون به، لا يعذرون بهذا الجهل؛ لأنه بالإمكان زواله بالعلم، فهم لا يرون العلم أصلاً، ويحتقرون الذين يجلسون لطلب العلم، ويقولون: لسنا بحاجة إلى العلم. وهذه ظاهرة في الصوفية من قديم، ذكرها ابن الجوزي في تلبيس إبليس، وهي واقعة الآن، هناك صوفية يزهِّدون في طلب العلم، ويقولون: اشتغل بالعبادة، طلب العلم يعوقك عن العبادة، اشتغل بالعبادة، ولست بحاجة إلى طلب العلم، ويأتيك العلم تلقائيًّا، هو نفسه في الصوفية، العلم إذا اشتغلت بالعبادة، يأتيك تلقائيًّا من عند الله، فلا حاجة أنك تجلس تطلب العلم في المدارس أو في حلق الذكر، بل اشتغل بالعبادة، ويؤتيك الله العلم، وهذه صفة هؤلاء المتعبدة الذين يزعمون أن الاشتغال بالعبادة أفضل من طلب العلم، في حين أن طلب العلم أفضل من التفرغ للعبادة؛ مسألة تفقهها وتعرفها أحسن من قيام ليلة من النوافل، طلب العلم لا يعادله شيء، هو أفضل العبادات، أما عبادة بدون علم، فهي ضلال، وهي طريقة النصارى، فينبغي التنبه لمثل هؤلاء، ما نقول: هؤلاء انقرضوا، وراحوا. لا، موجودون الآن.


الشرح