فإنهم وصلوا إلى الله؛
فليسوا بحاجة إلى الرسل، فهؤلاء هل يقال: إنهم من أولياء الله، وهم يكفرون في
الباطن، ويتظاهرون بالإيمان الظاهر؟! نعم هم يقولون: إنهم من أولياء الله، لكن أهل
الإيمان وأهل العقيدة الصحيحة يعتقدون أنهم من أولياء الشيطان؛ لأنهم لم ينقادوا
للرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا، فهم من أولياء الشيطان.
وكذلك فريق ثالث من النصارى: فمن النصارى من يشهد أن محمدًا رسول الله، لكن يقول:
رسالته خاصة بالعرب، وليست عامة للناس جميعًا، فمثل هذا لا يؤمن بالرسول صلى الله
عليه وسلم؛ لأنه قَصَر رسالته على بعض جوانبها، اعترف بجانب، وجحد جانبًا أعظم،
وهو عموم الرسالة، فهؤلاء لا يقال: إنهم من أولياء الله، وإن كانوا يشهدون أنه
رسول الله، ويعترفون، لكن يجحدون عموم الرسالة.
صنف رابع: يعترفون أنه رسول الله، وأن رسالته عامة إلى جميع الثقلين، لكن يقولون: ليس خاتم الرسل، يأتي بعده أنبياء، فلا يؤمنون بختم الرسالة، الله عز وجل قال: ﴿وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ﴾ [الأحزاب: 40]، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي» ([1]) فالذي يعتقد أنه يأتي بعد الرسول نبي، هذا كافر؛ لأنه لا يؤمن بختم الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم، وكل هؤلاء ليسوا من أولياء الله، وإن كانوا يتظاهرون بأنهم من أولياء الله، أو يدَّعي لهم أنهم أولياء الله؛ لأنهم لا يدخلون في قوله عز وجل: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4252).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد