×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

والمقصود هنا: أن فيمن يقر برسالته العامة في الظاهر من يعتقد في الباطن ما يناقض ذلك، فيكون منافقًا،وهو يدعي في نفسه وأمثاله أنهم أولياء الله، مع كفرهم في الباطن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،إما عنادًا، وإما جهلاً،

****

هذا هو المقصود: مثل ما بدأ أن هناك من يتظاهر بتصديق الرسول في الظاهر، لكنه يكذبه في الباطن، ومنهم الصوفية والمنافقون.

وهم منافقون في الدرك الأسفل من النار، ويدعون أنهم أولياء الله، لماذا هم منافقون؟ لأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ويعترفون في الظاهر للرسول بالرسالة، وفي الباطن يكذِّبونه.

إما عنادًا مع المعرفة، وإما جهلاً بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم يدعون العلم، ويدعون المعرفة، ويسمون العارف بالله، وما أشبه ذلك، وأنهم وصلوا إلى الله، كيف يصلون إلى الله، وهم على هذا المستوى الهابط من الجهل والحماقة؟!

ما زال الشيخ رحمه الله يبين الفوارق بين أولياء الله وأولياء الشيطان، الله عز وجل ذكر أن أولياء الله هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، آمنوا ظاهرًا وباطنًا، فلا يكفي الإيمان في الظاهر دون الباطن؛ كإيمان المنافقين، الذين يشهدون أنه رسول الله، لكنهم كاذبون، ويكذبونه في قلوبهم، وهؤلاء في الدرك الأسفل من النار، كيف يقال: إنهم أولياء الله؟! وكذلك ضلاَّل المتصوفة الذين يتظاهرون بالشهادة أنه رسول الله، لكنهم في الباطن يعتقدون خلاف ذلك، يعتقدون أن الأولياء لا يحتاجون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يأخذون عن الله مباشرة، إنما الذي يحتاج إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هم العوام الذين لم يصلوا إلى الله، وأما خواص الصوفية،


الشرح