×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

مثل القرآن، فمن لم يؤمن بالقرآن، ويصدق خبره، ويعتقد وجوب أمره، فقد أعرض عنه،فيقيض له الشيطان، فيقترن به،قال تعالى: ﴿وَهَٰذَا ذِكۡرٞ مُّبَارَكٌ أَنزَلۡنَٰهُۚ أَفَأَنتُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ [الأنبياء: 50]، وقال تعالى: ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦ [طه: 124- 126]،

****

 من لم يصدق بالقرآن، وقال: إنه سحر، أو أساطير الأولين، أو إنه كذب، أو إنه قول محمد، وليس كلام الله، أو إن القرآن مخلوق، وليس هو كلام الله، فهذا لم يؤمن بالقرآن، وأيضًا لا يكفي أنه يصدق أن القرآن كلام الله، بل لابد أن يعمل به، ويتبعه، حتى يكون من أهل القرآن، ومن أولياء الله سبحانه وتعالى.

يصير قرينًا له، لا ينفك عنه.

مما يدل على أن الذكر هو القرآن المنزل قوله عز وجل: ﴿وَهَٰذَا ذِكۡرٞ مُّبَارَكٌ أَنزَلۡنَٰهُۚ، فدلَّ على أن الذكر هو ما أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله من الكتاب والسنة، هذا هو الذكر.

﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي؛ مثل قوله: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ [الزخرف: 36] ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي؛ يعني: من أعرض عن الوحي الذي أنزلته على نبيي، ﴿فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا ضيقة. قيل: هذا في القبر، يضيق عليه قبره؛ لأنه يسأل، ويقال له: ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي؛ «يَا هَذَا، مَنْ رَبُّكَ وَمَا دِينُكَ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ،


الشرح