فدل ذلك على أن
ذكره هو آياته التي أنزلها ؛ ولهذا لو ذكر الرجل الله سبحانه وتعالى دائمًا ليلاً
ونهارًا مع غاية الزهد، وعبده مجتهدًا في عبادته،
****
لاَ أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ
السَّمَاءِ: أَنْ كَذَبَ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ
النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ» قَالَ: «فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا»
قَالَ: «وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى
تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ» ([1]) فهذا هو الضنك -
والعياذ بالله -، وكذلك يكون في ضنك في الحياة الدنيا، فتجده يعيش في قلق، وفي
همٍّ، وفي وساوس، وفي حزن، أما المؤمن، فتجده يعيش مطمئنًا، مستريح البال، متنعمًا
بذكر الله عز وجل، هذا الذي أعرض عن ذكر الله يعيش في الدنيا في قلق وهم وضيق، حتى
ولو كان يملك الملايين من الأموال، فإنه في ضنك، في عيشة ضنك، لا يتلذذ بما في
يده، أو في القبر ﴿وَنَحۡشُرُهُۥ
يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ﴾ ثم يوم القيامة يحشر أعمى، فاقدًا للبصر؛ عقوبة له،
فيستغرب فيقول: ﴿رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ
أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا﴾، ما السبب؟! السبب: قال عز وجل: ﴿قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ
ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ﴾ الجزاء من جنس
العمل.
الله سبحانه وتعالى سمَّاه الذكر، الذكر الحكيم.
انتبهوا. يعني: ما المراد بالذكر، الذي يقوله الإنسان من التسبيح، والتهليل، والتكبير؟ المراد بالذكر: الوحي، أما الذكر الذي يصدر من الإنسان، فهذا، انتبهوا لما يقول الشيخ: «دائمًا ليلاً ونهارًا»؛ يعني: لا يجف لسانه من ذكر الله «مع غاية الزهد»مع غاية الزهد في الدنيا.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4753).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد