به، وقد جاء في الحديث: «تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ
بِهِ أَرْحَامَكُمْ» ([1]) فدراسة النسب،
ومعرفة الأنساب إذا كان القصد منها معرفة الأقارب والقبائل، لا بأس بذلك، أما إذا
كان القصد منها الطعن في أنساب الناس، وتنقص أنساب الناس، فهذا لا يجوز، ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ
أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ،
وَلاَ أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلاَّ
بِالتَّقْوَى» ([2]) فهذا مثل قوله عز
وجل: ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ
أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾، لم يضرَّ سلمان وبلالاً رضي الله عنهما أن هذا حبشي،
وهذا فارسي، وهذا صهيب الرومي، لم يضرهم ذلك، صاروا من سادات الصحابة وأكابر
الصحابة رضي الله عنهم، ولم ينفع أبا لهب كونُه هاشميًّا، وعمًّا للرسول صلى الله
عليه وسلم، لم ينفعه هذا، فالاعتماد ليس على النسب، إنما الاعتماد على التقوى،
والإيمان بالله ورسوله، إنما يعرف النسب لأجل التواصل فقط والتعارف.
الثالثة: «وَالنِّيَاحَةُ»؛ النياحة على الميت، رفع الصوت والجزع عند المصيبة، وتعداد محاسن الميت، بأن تقول: وا رأساه، وا سيداه، وا عضداه؛ كما تقول النائحات في الجاهلية، حتى إنهم يستأجرون نائحات يعددن محاسن الميت، ويجزعن، ويضربن الخدود، ويلطمن الوجوه، ويشققن الثياب، ويحلقن الرؤوس من باب الجزع على الميت، والذي
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1979).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد