ما لا يفعل له هذا يصير
رخيصًا، ما له قيمة عندهم. هذا من أمور الجاهلية، والواجب الصبر عند المصائب،
والاحتساب، وعدم الجزع، أما كون الإنسان يحزن ويبكي، هذا لا شيء فيه، الرسول صلى
الله عليه وسلم حزن على ابنه إبراهيم، وبكى صلى الله عليه وسلم، فالحزن والجزع لا
يضر، إنما يضر التسخط لقضاء الله وقدره، هذا هو الذي يضر، وهذا هو النياحة، وهذا
لم ينعدم، ولم ينقطع، والآن يوجد في المسلمين من يفعله.
والأخيرة الرابعة: «وَالاْسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ»؛ نسبة المطر إلى النجوم؛ كما هي عادة الجاهلية، فيقولون: إذا طلع النجم الفلاني، يحصل مطر، وإذا غاب النجم الفلاني، يحصل مطر، ولا ينسبون المطر إلى الله عز وجل، قال عز وجل: ﴿۞فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ ٧٥وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ ٧٨لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ ٧٩تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٨٠أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ ٨١وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ ٨٢﴾ [الواقعة: 75- 82]، تنسبون المطر إلى النجوم، وأنها بسبب النجوم، ولهذا لما أمطرت السماء على الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية، صلى بهم الفجر، قال صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ» ([1]) فلا يجوز نسبة الأمطار والنجوم إلى الكواكب والطوالع
([1]) أخرجه: البخاري رقم (846)، ومسلم رقم (71).
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد