فقد جعل هؤلاء إلى
الكفر أقرب منهم للإيمان،فعلم أنهم مخلطون،وكفرهم أقوى، وغيرهم يكون مخلطًا
وإيمانه أقوى .
وإذا
كان أولياء الله هم المؤمنين المتقين،فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته لله
تعالى، فمن كان أكمل إيمانًا وتقوى، كان أكمل ولاية لله .
****
هذا محل الشاهد.
«فعلم أنهم مخلطون»؛ يعني: يخلطون
الإيمان مع الكفر والنفاق، وكفرهم أقوى من إيمانهم.
من المؤمنين من يكون إيمانه خالصًا، ومنهم من يكون مخلطًا؛ يعني: فيه
إيمان، وفيه نفاق، ثم هم يتفاوتون: هذا مخلط، لكن إيمانه أقوى من النفاق، وبعضهم
العكس، يكون مؤمنًا، ولكن نفاقه أقوى من إيمانه، فالناس يتفاوتون في إيمانهم
تفاوتًا عظيمًا، وليسوا على درجة واحدة.
«المؤمنين» خبر كان، و«هم» هذا ضمير فصل، يسمونه ضمير فصل، وفي
بعض النسخ «هم المؤمنون»، فيكون ضمير
الفصل مبتدأً، و«المؤمنون» خبره.
بحسب إيمانه وتقواه تكون ولايته لله، تكون خالصة أو مخلطة؛ إيمانه أقوى أو نفاقه أقوى.
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد