قال
الله تعالى: ﴿وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ
فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ ١٢٤ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ وَمَاتُواْ وَهُمۡ
كَٰفِرُونَ ١٢٥﴾ [التوبة: 124- 125].
وقال
تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ
زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ﴾ [التوبة: 37]. وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ﴾ [محمد: 17].
****
فهذا فيه دليل على أن الكفر
يتفاضل، وأن الإيمان يتفاضل، ﴿فَأَمَّا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾، دل على أن الإيمان
يزيد، ﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٞ﴾؛ يعني: شك ونفاق.
﴿فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ
رِجۡسِهِمۡ﴾؛ يعني: نجاسة إلى نجاستهم الكفرية.
﴿وَمَاتُواْ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ﴾، فدلَّ على أن
الكفر يزيد أيضًا رجسًا، ﴿فَزَادَتۡهُمۡ
رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ﴾، دل على أن الكفر يزيد وينقص.
﴿ٱلنَّسِيٓءُ﴾ هو تأخير الحج عن
وقته، كانوا في الجاهلية يؤخرونه عن وقته حسب أهوائهم، هذا النسيء، وهو التأخير،
ويؤخرون الأشهر الحرم أيضًا عن وقتها، هذا كان في أيام الجاهلية ﴿زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ﴾، فدلَّ على أن
الكفر يزيد، هؤلاء لما غيروا أحكام الله، صار هذا زيادة في كفرهم، كفر على كفر
-والعياذ بالله-.
هذا دليل على زيادة الإيمان: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى﴾، فدلَّ على أن الهداية تزيد، والإيمان يزيد.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد