وقال
تعالى في المنافقين: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ
فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ﴾ [البقرة: 10]. فبين سبحانه وتعالى أن الشخص
الواحد قد يكون فيه قسطٌ من ولاية الله بحسب إيمانه، وقد يكون فيه قسطٌ من عداوة
الله بحسب كفره ونفاقه، وقال تعالى: ﴿وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا﴾ [المدثر: 31].
****
وهذا دليل: على أن الكفر والنفاق يزيد: ﴿فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٞ﴾؛ أي: المنافقون ﴿فَزَادَهُمُ
ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ﴾، فدلَّ على أن الكفر يزيد، والنفاق يزيد، ومرض القلب
يزيد، حتى يموت القلب.
هذه النتيجة من سياق الآيات السابقة، دلت هذه الآيات على أن الرجل قد يكون
فيه قسط من الإيمان، وقسط من النفاق والكفر، فلا يقال: إن الإيمان شيء واحد، لا
يزيد ولا ينقص، وإنما الإيمان يزيد وينقص.
﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسۡتَيۡقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا﴾ [المدثر: 31]؛ لأن الله أخبر أن على النار تسعة عشر من الملائكة، فقال بعض الكفار: أنا أكفيكم منهم كذا وكذا، يظن أنهم مثل الآدميين، يقول: النار فقط ما عليها إلاَّ تسعة عشر، أنا أكفيكم منهم كذا وكذا من العدد، أنتم اكفوني الباقي، ونخرج من النار. من السخرية والاستهزاء. قال الله عز وجل: ﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ﴾، ليسوا مثل غيرهم؛ ملائكة، الملك لا يعلم قوته وغلظه وكبره إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ليس مثل الآدميين؛ لا يستطيع الإنسان أن يتغلب عليهم؛ الملك الواحد
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد