ونظير
هذا انقسام الأنبياء إلى: عبدٍ رسولٍ، ونبي ملكٍ، وقد خيَّر الله سبحانه محمدًا
صلى الله عليه وسلم، بين أن يكون عبدًا رسولاً وبين أن يكون نبيًّا ملكًا، فاختار
أن يكون عبدًا رسولاً .
فالنبي
الملك مثل: داود وسليمان ونحوهما عليهم السلام، قال الله تعالى في قصة سليمان الذي
قال: ﴿قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي
وَهَبۡ لِي مُلۡكٗا لَّا يَنۢبَغِي لِأَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ
٣٥ فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ ٣٦وَٱلشَّيَٰطِينَ
كُلَّ بَنَّآءٖ وَغَوَّاصٖ ٣٧وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ ٣٨ هَٰذَا
عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ ٣٩﴾ [ص: 35- 39]، أي:
أعطِ من شئت واحرم من شئت لا حساب عليك .
****
الأنبياء منهم من هو عبدٌ رسول، ومنهم من هو عبد لله ملك، والعبد الرسول
أفضل من العبد الملك، والرسل الملوك مثل: يوسف عليه السلام، مثل: داود وسليمان،
هؤلاء أنبياء، وهم ملوك في نفس الأمر، وقد خير النبي صلى الله عليه وسلم:
هل يريد أن يكون رسولاً ملكًا، أو يريد أن يكون عبدًا رسولاً؟ فاختار أن يكون
عبدًا رسولاً. تواضع لله عز وجل، فاختار أن يكون عبدًا رسولاً، ولا يعطَى من الملك
مثل ما أعطي إخوانه: يوسف، وداود، وسليمان عليهم السلام.
الله أعطى سليمان عليه السلام لما سأل ربه: ﴿قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَهَبۡ لِي مُلۡكٗا لَّا يَنۢبَغِي لِأَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِيٓۖ﴾، أجاب الله دعوته، وأعطاه الملك الذي لم يعطه لغيره: سخر له الريح تحمله هو وجنوده إلى حيث شاء، وسخر له الشياطين والعفاريت تعمل له ليل نهار، وأعطاه من القوة والملك ما لم يعطه لغيره مع النبوة صلى الله عليه وسلم، وأباح له أن يعطي ويمسك من
الصفحة 4 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد