وقد روي عن أحمد
بن حنبل فيها روايتان .
الصواب
في هذا كله ما قاله الله تبارك وتعالى؛ حيث قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا
وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 13].
****
يعني: أن الغني الشاكر أفضل، أو أن
الفقير الصابر أفضل روايتان.
هذا الذي أشار إليه ابن القيم، والشيخ هنا أشار إليه، قال: الصحيح أن أفضلهما
هو من كان أتقى الله عز وجل.
﴿إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن
ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ﴾، فكل بني آدم يرجعون إلى ذكر وأنثى: آدم وحواء، فهم في
النسب سواء إلى آدم، كلهم بنو آدم، جعلهم الله شعوبًا وقبائل، قالوا: والشعوب
للعجم، والقبائل للعرب، من أجل أي شيء؟ ما الحكمة؟.
﴿لِتَعَارَفُوٓاْۚ﴾؛ فدراسة النسب ومعرفة النسب من أجل التعارف وصلة الأرحام لا بأس بها، ما دراسة النسب ومعرفة النسب لأجل الافتخار، فهذا لا يجوز، «لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَِحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلاَّ بِالتَّقْوَى» ([1])، ولهذا جاء في الحديث أن الفخر بالأنساب من أمور الجاهلية ([2])، الله لم يجعل الأنساب لأجل التفاخر، وإنما جعلها من أجل معرفة النسب وصلة الأرحام والتعارف.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (23489).
الصفحة 4 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد