وقد
تنازع الناس أيما أفضل: مسمى «الصوفي»، أو مسمى «الفقير»؟ ويتنازعون أيضًا أيما أفضل: الغني الشاكر، أو
الفقير الصابر؟ .
وهذه
المسألة فيها نزاع قديم بين الجنيد وبين أبي العباس ابن عطاء،
****
ولو عندهم المليارات والملايين، هم الفقراء إلى الله: ﴿۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ
ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ﴾ [فاطر: 15]، فلو
كان عنده أموال طائلة، فهو فقير إلى الله عز وجل.
بعضهم يقول: فقراء ولا يقول: صوفية، الأمر سهل في هذا، لكن الفقير
قد يكون معناه صحيحًا؛ لأن الناس فقراء إلى الله عز وجل، لكن صوفي. هذا ليس له
معنى صحيح.
هذه مسألة معروفة؛ أيهما أفضل: الغني الشاكر، أو الفقير الصابر؟
والإمام ابن القيم له كتاب في هذا اسمه: «عدة
الصابرين»، بيَّن رحمه الله أن أفضلهما أتقاهما لله، قال عز وجل: ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ
أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 13].
الجُنَيد من قدماء الصوفية، وكذلك الفضيل بن عياض، وكذلك بشر الحافي، هؤلاء من النسَّاك، لكنهم لم يحصل لهم من الابتداع والشر ما حصل للمتأخرين، اقتصروا على العبادة والاجتهاد في العبادة، والزهد والتقشف، وكانوا متبعين للسنة، الجنيد والفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وهؤلاء من أفاضل العباد، وهم أهل سنة، وإن كانوا شَقُّوا على أنفسهم، لكنهم أهل سنة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد