وقال
له وهو رديفه: «يَا مُعَاذ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِه؟» قُلْتُ:
اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «حَقُّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ
يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَتَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا
فَعَلُوا ذَلِكَ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «حَقُّهُمْ عَلَيْهِ
أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ» ([1]).
****
فالأفضل أن يأتي به داخل الصلاة
قبل السلام، وإن قاله بعد السلام، فلا بأس أيضًا، لكنه أقل من الأول.
«اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى
ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»: هذه صفات أولياء الله
سبحانه وتعالى، التي من اتصف بها كان من أولياء الله.
هذه ثلاثة أحاديث، كلها في معاذ رضي الله عنه، فكفى بهذا فضلاً لمعاذ رضي
الله عنه هذا الحديث الثالث مما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه.
«كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم »؛ يعني: كان راكبًا معه على حمار، ففيه جواز الإرداف على
الدابة، إذا كانت تطيق ذلك، وفيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث إنه كان
يركب على الحمار، ويردف معه بعض أصحابه، وفيه فضيلة لمعاذ رضي الله عنه؛ حيث إنه
كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه الوصية والتعليم؛ «أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِه قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ»، وفيه أن من سئل وليس عنده علم، أنه لا يستعجل في الجواب، ويسترشد
من السائل، ولا يتخرَّص.
«أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِه؟»، و«أَتَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟»: دل على أن الله له حق على عباده، وهو أول الحقوق، وأوجب الحقوق، وآكد الحقوق، وهو عبادة الله وحده لا شريك له؛
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).
الصفحة 6 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد