×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وقال: «يَا مُعَاذُ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ، فَلاَ تَدَعْ أَنْ تَقُولَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» ([1])،

****

فهؤلاء هم أولياء الرحمن الذين يتصفون بهذه الصفات الثلاث:

الصفة الأولى: يتقون الله حيثما كانوا.

الصفة الثانية: ويتبعون السيئة الحسنة تمحها، ولا يتركون الذنوب تحيط بهم وتهلكهم.

الصفة الثالثة: ويخالقون الناس بخلق حسن. الله سبحانه وتعالى قال: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا [البقرة: 83].

قال لمعاذ رضي الله عنه أيضًا: «إِنِّي لَأُحِبُّكَ»، هذا فيه فضل معاذ رضي الله عنه، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه، هذه فضيلة عظيمة لمعاذ، وفيه أن من أحب شخصًا لأجل دينه أنه يخبره بذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر معاذًا رضي الله عنه أنه يحبه، «فَلاَ تَدَعْ أَنْ تَقُولَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»، وهذا فيه دليل على أن من أحببته أنك توصيه، توصيه بما ينفعه، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما أحب معاذًا رضي الله عنه، أهدى إليه الوصية العظيمة.

«دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ»: دبر الشيء يفسر بتفسيرين: إما أنه آخره، وإما أنه ما بعده، «دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ» يحتمل أن المراد: في آخر كل صلاة، ويحتمل أن المراد بعد السلام من كل صلاة، ولكن الاحتمال الأول أقوى؛ لأن الدعاء في داخل العبادة أفضل من الدعاء خارج العبادة،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1522)، والنسائي رقم (1303)، وأحمد رقم (22119).