دائمًا يمزح، ويتكلم في الناس، ويسب هذا، ويمدح هذا، ولا له شغل إلاَّ الكلام في الناس، يتساهل الناس في هذا، وعندهم أن الكلام سهل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ»، هذه كلمة في الأصل دعاء، «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ» يعني: فقدتك، فقدتك أمك، هذا الأصل، لكن الرسول لا يريد هذا لمعاذ، لا يدعو على معاذ، وإنما هي كلمة تدور على الألسنة، «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ»، هذا من باب الاستنكار على معاذ؛ لأنه ما تفطَّن للِّسان، «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ، إلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» التي صدرت من ألسنتهم بالسباب والغيبة والشتم والنميمة، وغير ذلك وشهادة الزور، وأعظم ذلك الكفر والشرك بالكلام، الأمر خطير جدًّا، هذا اللسان خطره عظيم، وأنتم تعلمون الذي قال لأخيه العاصي: «وَاللهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ، قَالَ الله عز وجل: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» ([1]) قال أبو هريرة رضي الله عنه: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ» ([2])؛ كلمة واحدة، الإنسان لا يتساهل بالكلام السيئ.
الصفحة 5 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد