وثبت
في الصحيحين عن أنس: أَنَّ رِجَالاً سَأَلُوا عَنْ عِبَادَةِ رَسُول اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم فَكَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيُّنَا مِثْل رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَأَصُوم
وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ الآخَرُ: أَمَّا أَنَا فَأَقُومُ وَلاَ أَنَامُ، وَقَالَ
الآخَرُ: أَمَّا أَنَا فَلاَ آكُلُ اللَّحْم، وَقَالَ الآخَرُ: أَمَّا أَنَا فَلاَ
أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَالُ
رِجَالٍ يَقُولُ أَحَدُهُمْ: كَذَا وَكَذَا؟! لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ،
وَأَقُومُ وَأَنَامُ، وَآَكُلُ اللَّحْم، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ
عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» ([1]).
****
وهذا فيه أن من ترك المباحات تعبدًا لله، فهو مبتدع، وأن هذا من الغلو في العبادة، والمطلوب الوسط والاعتدال، قال صلى الله عليه وسلم: «لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»، دل على أن من ترك هذه الأشياء تقربًا إلى الله، فهو مبتدع، وليس عابدًا لله عز وجل، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم بريء منه، «فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»؛ هذه البراءة، الرسول بريء من هذا، فهذا الحديث فيه أنه لا يتعبد لله بترك المباحات، وفيه أن الدين دين الوسط، دين الإسلام دين الوسط، بين الغلو وبين الجفاء، لا غلو ولا جفاء، هذا دين الإسلام وسط.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5063)، ومسلم رقم (1401).
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد