وقد ثبت في
الصحيحين أن الله سبحانه استجاب هذا الدعاء وقال: «قَدْ فَعَلْتُ» .
ففي
صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال لما نزلت هذه الآية: ﴿لِّلَّهِ
مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ
أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ
مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 284]
قَالَ: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْهَا قَبْلَ ذَلِكَ شَيْءٌ
أَشَدُّ مِنْهُ،
****
كل جملة يقول الله: «قَدْ
فَعَلْتُ»؛ ﴿رَبَّنَا لَا
تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ﴾ [البقرة: 286]، قال
الله عز وجل: «قَدْ فَعَلْتُ»، ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ
عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ﴾ [البقرة: 286] قال
الله: «قَدْ فَعَلْتُ»، ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا
مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ﴾ [البقرة: 286]، قال الله: «قَدْ فَعَلْتُ»، ﴿وَٱعۡفُ
عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ
ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 286]، قال الله: «قَدْ فَعَلْتُ»، فاستجاب الله هذه الدعوات، هذه صفة أولياء الله،
تؤخذ من مثل هذه الآيات الكريمات، ولاحظوا أنهم اعترفوا أنهم مخطئون، وأنهم ينسون،
اعترفوا بهذا، ولم يدَّعوا العصمة، وأنهم لا يخطئون، ولا ينسون.
لما نزل قوله عز وجل: ﴿لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُُۖ﴾ [البقرة: 284]، شق ذلك عليهم مشقة عظيمة؛ أن الله سيحاسبهم عما في ضمائرهم وعما في نفوسهم، هذا صعب، صعب جدًّا، وجثوا على الركب، وقالوا: كلفنا من العمل ما نطيق، فأطَعنا، لكن هذا لا نطيقه، ما جاء في هذه الآية لا نطيقه:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد