وعن قيس بن طارق
قال: «كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ عُمَرَ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ مَلَكٌ» ([1]).
وكان
عمر رضي الله عنه يقول: «اقتربوا من أفواه المطيعين، واسمعوا منهم ما يقولون، فإنه
تتجلى لهم أمور صادقة».
وهذه
الأمور الصادقة التي أخبر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنها تتجلى للمطيعين هي
الأمور التي يكشفها الله عز وجل لهم. فقد ثبت أن لأولياء الله مخاطبات ومكاشفات .
فأفضل
هؤلاء في هذه الأمة بعد أبي بكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإن خير هذه الأمة
بعد نبيها أبو بكر ثم عمر .
****
المطيعون لله عز وجل الله سبحانه
وتعالى قد يلهمهم الصواب. فيقبل منهم ما لا يقبل من غيرهم، لكن لا يُدَّعى لهم
العصمة وإنما هم أحرى من غيرهم بالصواب.
المخاطبات والمكاشفات والتحديث إنما يلقيه الملك على لسان عمر أو غيره؛
بسبب إيمانه وقوة يقينه، وقوة علمه.
أبو بكر صِدِّيق، وعمر محدث رضي الله عنهما، والصديق أفضل من المحدث، الصديق هو كثير الصدق، فلا يصدر عنه كذب، ولا يكذب شيئًا مما جاء عن الله ورسوله، ولا يقع في نفسه مما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا ما وصل إليه إلاَّ أبو بكر؛ كما سيأتي في قصة الحديبية، وفي وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي قتال أهل الردة ومانعي الزكاة، هذه مواقف لأبي بكر
([1]) أخرجه: أحمد في فضائل الصحابة رقم (341).
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد