ومعهم الهدي سنة ست من الهجرة، صدهم المشركون عن الوصول إلى المسجد الحرام، صدوهم عن المسجد الحرام، وبقوا في الحديبية أيامًا، والمشركون يرسلون إليه الرسل للمفاوضة معه، فتفاوضوا، واصطلحوا على أن الرسول يرجع هذه السنة هو وأصحابه، يرجعون إلى المدينة، وأن يعتمروا من العام القادم عمرة القضية، شق ذلك على عمر رضي الله عنه، وقال: كيف نرجع؟ ألسنا على الحق وهم على الباطل؟! قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟! قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بلى. قال: ألست أخبرتنا أننا سندخل المسجد الحرام؟! قال: بلى، لكن هل قلت لك: إنه هذه السنة، لابد أن تدخلوا المسجد الحرام، ثم ذهب عمر إلى أبي بكر، لما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم مصممًا على ما هو عليه، ذهب إلى أبي بكر، وقال له: الأمر ليس سهلاً علينا، فقال أبو بكر: إنه رسول الله، فاستمسك بغرزه، فهذا موقف أبي بكر رضي الله عنه، الذي امتاز به على عمر، قال إنه رسول الله، وليس لنا مراجعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعند ذلك سلَّم عمر رضي الله عنه، كانت النتيجة للمسلمين، وسماها الله فتحًا: ﴿إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا﴾ [الفتح: 1]، هذا صلح الحديبية، أما فتح مكة، فهو مذكور في سورة النصر: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾ [النصر: 1]، هذا فتح مكة، لكن ﴿إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا﴾ [الفتح: 1] هذا صلح الحديبية، صار فتحًا للمسلمين، أظهر الله الإسلام وأذل الكفر، وصار الناس في حرية، الذين يريدون أن يسلموا يسلمون، ولا أحد يعارضهم، والذين يريدون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد