وقال
تعالى: ﴿الٓمٓ ١ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ
لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ
وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ
بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ
٤ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ
٥﴾ [البقرة: 1- 5]،
****
في مطلع سورة البقرة قال عز وجل: ﴿الٓمٓ ١ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢﴾ [البقرة: 1- 2]، من هم؟ ﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ﴾ [البقرة: 3]، وهو ما لم يشاهدوه وإنما يعتمدون على الأخبار الصادقة: ما جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب من المغيبات، ﴿يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ﴾ [البقرة: 3]؛ اعتمادًا على البراهين والآيات الدالة، وإن لم يشاهدوه، يدخل في هذا: الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالأخبار السابقة «أخبار الأمم»، والأخبار المستقبلة، كل هذا يدخل في الإيمان بالغيب، الذي لا يشاهدونه، ولكن يعتمدون على الوحي المنزل وأخبار الرسل عليه السلام ﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [البقرة: 3] الصلوات الخمس المفروضة، ﴿وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ﴾ [البقرة: 3] هذا إيتاء الزكاة، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، ثم قال: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ﴾ [البقرة: 4]، هذا محل الشاهد: المتقون يؤمنون بما أنزل إليك يا محمد، وما أنزل من قبلك على الرسل لا يترددون في ذلك، ولا يقدمون عليه شيئًا من أقوال الناس، ﴿وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ﴾ [البقرة: 4] الإيمان بالبعث هذه أركان الإسلام، الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ﴾ [البقرة: 177]، هذا يتردد في
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد