وقال
تعالى: ﴿لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن
تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ
مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ
وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ
وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى
ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ
وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ
وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177].
****
هذا بمناسبة صَرف القِبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وإصرار اليهود على قبلتهم إلى بيت المقدس، وعدم قبولهم لقبلة الكعبة، الله عز وجل يقول: هذا ليس هو البر؛ أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، البر من آمن بالله، ومن الإيمان بالله الاستقبال للكعبة؛ لأن الله أمر بذلك، فالذي يؤمن بالله يمتثل أمره، ويستقبل الكعبة هذا هو البر، البر أن تتوجه حيث وجَّهك الله، لا أن تتوجه حيث هواك وما تحب، البر هو أن تتوجه كما وجَّهك الله، الله وجَّه إلى بيت المقدس في أول الأمر، ثم وجه إلى الكعبة، والأمر له سبحانه وتعالى، فاستقبال بيت المقدس في وقته طاعة لله، استقبال الكعبة في وقته طاعة لله، كله طاعة لله، الأمر لله سبحانه وتعالى: ﴿لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ﴾ [البقرة: 177]، هذه الزكاة: ﴿وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [البقرة: 177]، هذا الركن الثاني من أركان الإسلام، فتضمنت الآية أن البر هو في طاعة الله، وقبول أمره: حيث وجهك، تتوجه، وجهك إلى بيت المقدس، تتوجه وجهك إلى الكعبة، تتوجه، ولا يكن في نفسك شيء، أو حرج؛ لأنك مطيع لله سبحانه وتعالى.
الصفحة 5 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد