×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

 الروح الأمين. المراد هنا: الروح الذي هو الوحي المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، سماه الله روحًا؛ لأن به حياة القلوب: ﴿رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ [الشورى: 52]؛ أي: من شرع الله سبحانه وتعالى، ثم قال: ﴿مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ [الشورى: 52]، قبل البعثة ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف هذه الأمور، ما كان يقرأ الكتاب: ﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ [العنكبوت: 48]، ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدري ما الكتاب، ﴿وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ [الشورى: 52]؛ تفاصيل الإيمان، وإلا فالإيمان موجود في قلبه صلى الله عليه وسلم قبل البعثة؛ ولهذا كان مفارقًا للمشركين، وكان يعبد ربه على الحنيفية ملة إبراهيم، لكن تفاصيل الإيمان إنما عرفها بعد البعثة، ﴿مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ [الشورى: 52] الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يقرأ، عكس ما يقوله المشركون من أن القرآن أساطير الأولين اكتتبها، وأنه أخذها عن بني إسرائيل، فهو ما كان يقرأ صلى الله عليه وسلم، ولا كان يكتب، ﴿مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورٗا [الشورى: 52]، هذا محل الشاهد، جعلنا هذا الكتاب نورًا، فالقرآن نور: ﴿نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ [الشورى: 52]، فالهداية بيد الله، وهو أعلم بمن يستحقها ومن لا يستحقها، فلا يطلب إلاَّ لمن يعلم أنه يستحقها: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ [القصص: 56]، ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ [القلم: 7]؛ من يقبل الهداية ومن لا يقبلها، ﴿نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ [الشورى: 52]؛ هذه هداية التوفيق والإيمان، وأما هداية


الشرح