وقال
تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ
إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ
وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورٗا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ
وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [الشورى: 52]،
****
والفائدة الثانية: ﴿وَيَجۡعَل
لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ﴾، ونور القلوب هو: الأصل، ما النور؟ المراد
به: النور الحِسِّي، نور الشمس، ونور الكهرباء؟ هذا نعم مفيد وطيب، لكن ليس هو
المقصود، المقصود: نور القلب، قد يكون الإنسان أعمى في بصره، لكن الله نور
قلبه بالإيمان والعلم، والله عز وجل قال في آية سورة الحج: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ
وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ﴾ [الحج: 46]، فكم من
أعمى البصر، لكنه مستنير القلب بالعلم والإيمان، وكم من مبصر أعمى القلب -والعياذ
الله-، فالعمدة على نور القلب، وعلى بصيرة القلب، فإذا اجتمعت بصيرة البصر وبصيرة
القلب، فهذه نعمة إلى نعمة.
قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتنًّا عليه مذكِّرًا له بنعمة الله عليه في آخر سورة الشورى قال سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ﴾؛ روح القلوب، تحيا به القلوب، كما أن البدن يحيا بروح الحياة الحسية، فالروح يطلق، ويراد به روح البدن، وهو الحياة الحسية التي بها يتحرك، ويمشي، ويتحسس، والإطلاق الثاني: روح العلم والبصيرة، وهذا هو المراد بهذه الآية: ﴿أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا﴾، وهو القرآن والسنة، هذا روح، سماه الله روحًا لأنه تحيا به القلوب، وهذا هو الروح الحقيقي، ويطلق الروح، ويراد به القوة: ﴿وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ﴾ [المجادلة: 22]؛ أي: بقوة، ويطلق الروح، ويراد به جبريل عليه السلام
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد