فإذا
كان العبد من هؤلاء فَرق بين حال أولياء الرحمن وأولياء الشيطان كما يفرق الصيرفي
بين الدرهم الجيد والدرهم الزيف،
****
ولا يمشي إلى المسارح، وإلى محلات اللهو، والتجمعات الفاسدة، بل يكرهها
وينفر منها؛ لأن الله سدده في مشيه، سدده في بطش يده، سدده في سمعه، سدده في بصره،
وليس معنى الحديث ما يقوله الحلولية: إن الله يحل في الإنسان - تعالى الله عن ذلك
-؛ لأن الحديث يفسر بعضه بعضًا، وقد فسر الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، أو
فسره الله، والرسول صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه سبحانه وتعالى: «فَبِي يَسْمَعُ وَبِي يُبْصِرُ وَبِي
يَبْطِشُ وَبِي يَمْشِي»، ثم قال: «وَلَئِن
سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ»؛ لأن الله
معه، وتولاه سبحانه وتعالى، ثم قال عز وجل: «وَمَا
تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ قَبْض نَفْسِ عَبدِي
المُؤْمِنِ»، هل الله يتردد؟ فسره بقوله: «يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ»، معنى تردد الله:
كراهته لما يكرهه عبده، كراهة طبيعية، يكره الموت كراهة طبيعية، الله يكره ما
يكرهه عبده، ولكن لا بد له من الموت، فمعنى «تَرَدَّدْتُ»
يعني: أكره ما يكرهه عبدي المؤمن.
لأنه لا بد أن الدنيا فيها أولياء للرحمن وأولياء للشيطان، ليس كل من في
الدنيا أولياء للرحمن، ولا هم كلهم أولياء للشيطان، بل فيها من هو ولي للرحمن، ومن
هو ولي للشيطان، ولا يميز العبد بين الفريقين إلاَّ بالإيمان، ونور العلم، ونور
العبادة التي يجعلها الله في قلبه.
أما الذي يظن أن من كان عنده خوارق للعادة ولي لله مطلقًا، هذا لا يميز بين الحق والباطل، الخوارق للعادة لا تدل على
الصفحة 4 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد