المحسنين، يحب أهل الأعمال الصالحة الذين يتقربون إليه بالطاعات: الفرائض، والنوافل، هذا سبب محبة الله للعبد، وولاية الله للعبد: «وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي»، ما معنى هذا؟ فسره بقوله: «فَبِي يَسْمَعُ وَبِي يُبْصِرُ وَبِي يَبْطِشُ وَبِي يَمْشِي»، بمعنى: أنه لا يستعمل هذه الحواس وهذه الأعضاء إلاَّ في طاعة الله سبحانه وتعالى، فلا يبصر ما يغضب الله، ولا يبصر ما يغضب الله وما حرم الله النظر إليه: من النساء، والعورات المحرمة، لا يبصر إلاَّ في طاعة الله، لا ينظر في الأفلام الخليعة والإنترنت الفاسد، ما ينظر في هذه الأشياء، ينفر منها، إنما ينظر إلى ما ينفعه؛ لأنه يبصر بالله سبحانه وتعالى وبتوفيقه، «فَبِي يَسْمَعُ وَبِي يُبْصِرُ»، كذلك لا يستمع إلى الأغاني والمزامير والملاهي وإنما يستمع لذكر الله وللقرآن، وللتسبيح والتهليل، فلا يسمع إلاَّ ما يفيده، ولا يستمع إلى الغيبة، والنميمة، وقول الزور، واللغو، وإنما يستمع لما فيه خير؛ لأنه يسمع بالله سبحانه وتعالى، وكذلك لا يأخذ ويعطي بيده إلاَّ ما كان من طاعة الله سبحانه وتعالى، يأخذ ويعطي من الخير، يستعمل يده في الخير، ولا يستعملها في الشر، وأذية الناس، وظلم الناس، قتل الناس، وضرب الناس بغير حق، ولا يمشي إلاَّ إلى طاعة الله، يمشي إلى طلب العلم، إلى حلق الذكر، إلى المحاضرات، إلى الندوات المفيدة، إلى الدروس؛ ليتفقه في دين الله، يمشي إلى المساجد لأداء الصلوات فيها، والجلوس فيها،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد