وكما يفرق من يعرف
الخيل بين الفرس الجيد والفرس الرديء،
****
الولاية، حتى يرى ما عليه صاحبها، فإن كان صاحبها على طاعة الله وعبادة
الله، فإنها كرامات أجراها الله على يده إكرامًا له، ولحاجته إليها، أو حاجة غيره،
أما إن كان صاحب هذه الخوارق عاصيًّا لله، مضيعًا لفرائضه، مرتكبًا لمحارم الله،
فهذا ولي من أولياء الشيطان، وهذه الخوارق خوارق شيطانية، وليست كرامات، فلا بد أن
المسلم يميز بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان بأعمالهم التي تصدر منهم، ولا ينظر
إلى مظاهرهم فقط؛ لأن الله عز وجل قال: ﴿أَلَآ
إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62- 63]، هؤلاء هم
أولياء الله ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 63].
الصيارفة - صيارفة الذهب والفضة -، إذا جيء لهم بالذهب والفضة، عرفوا
المعدِن الصحيح الخالص من الذهب والفضة من المعدِن المغشوش، حينما يسمع صوت النقد
يعرف أنه مغشوش، أو أنه صحيح، بمجرد سماع صوته، أو وضعه في المختبر، هؤلاء
الصيارفة يعرفون زيف النقود من غشها، كذلك ولي الله يعرف أولياء الله من أعداء
الله. ويميز بينهم كما يميز الصيرفي.
الخيل في ظاهرها سواء، لكن في مخبرها، وفي صفاتها، ومنافعها تختلف، فلا يعرفها إلاَّ الفرسان الذين مارسوها، وميزوها، أما الذي لا يعرف، فكل الخيل عنده سواء.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد