×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وكما يفرق من يعرف الفروسية بين الشجاع والجبان، وكما أنه يجب الفرق بين النبي الصادق وبين المتنبئ الكذاب، فيفرق بين محمد الصادق الأمين رسول رب العالمين وموسى والمسيح وغيرهم وبين مسيلمة الكذاب،

****

وكذلك كل الناس يركبون الخيل، لكن منهم الجبان الرعديد الذي لا تحمله أعضاؤه عند الفزع وعند الخوف، ولو كان يركب الخيل يسقط، ومنهم الفارس الشجاع الذي لا يبالي بلقاء العدو، فما كل من يركب الخيل يكون فارسًا، ولا يميز هذا إلاَّ الفرسان، يعرفون الشجعان من الجبناء، كل شيء له مَهَرَة يعرفونه، ويميزون هذا من هذا في كل فن.

كذلك النبوة: كثير ممن يدَّعون النبوة، وقد يكون بخوارق، ويقولون: هذه معجزات، وهي - كما سبق - خوارق شيطانية، ليست معجزات، ولا يميز النبي الصادق من المتنبئ الكاذب إلاَّ أهل الإيمان وأهل العلم وأهل البصيرة، الذين يعرفون علامات النبوة، ودلائل النبوة من غيرها، فالنبي له علامات، وله معجزات، وله دلائل تميزه عن الكذاب المتنبئ.

يفرق بين أنبياء الله بعلامات النبوة، التي تدل على صدقهم وبين المتنبئين الكذبة الذين يروجون على الناس، ويدجلون على الناس، وهؤلاء يفتضح أمرهم عما قريب، أما الأنبياء فيبقى أثرهم، ودلالاتهم، ومعجزاتهم تبقى على مر الدهور، فيفرق ولي الله الذي استنار قلبه بالعلم والإيمان، يفرق بين محمد وبين مسيلمة والأسود العنسي،


الشرح