وكذلك يفرق بين
أولياء الله المتقين وأولياء الشيطان الضالين .
****
يفرق بين الأنبياء وبين المتنبئين،
المؤمن يفرق بين الأنبياء والمتنبئين؛ لأن الأنبياء لهم دلائل النبوة وعلامات
النبوة عليهم، بخلاف الكذابين؛ فليس معهم دلائل، وإنما هم مُلَبِّسون على الناس،
وكذلك المؤمن يفرق بين أولياء الله وأولياء الشيطان، فأولياء الله لهم علامات
واضحة: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 63]، هذه علاماتهم: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾، وأما أولياء الشيطان، فهم الفجرة والكذبة والعصاة،
الذين يتبعون شهواتهم، ويضيعون الفرائض، ويرتكبون الجرائم، ومع هذا يزعمون أنهم
أولياء الله، وهم أعداء لله، لكن يصدقهم من ليس في قلبه نور ولا إيمان، ويقول:
هؤلاء أولياء لله. وهم كثير، الذين صدقوا هؤلاء كثير من الخلق، فصاروا يعتقدون
فيهم الولاية، ويعبدونهم من دون الله، ويذبحون لهم، وينذرون لهم - والعياذ بالله -،
وحتى لو ثبت أنه ولي لله، فإنه لا يعبد، لا تجوز عبادته، ولو كان هو يدعو إلى
عبادته - عبادة نفسه -، لم يكن وليًّا لله، فإنه ولي للشيطان، لكن هناك من عباد
الله ومن المؤمنين من ينكرون هذا، ولكن عُبدوا بعد موتهم، وبُني على قبورهم بعد
موتهم، فهؤلاء أولياء الله، لكن لا تجوز عبادتهم، العبادة حق لله سبحانه وتعالى.
***
الصفحة 4 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد