وقال
تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ
كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ
٥١ وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ
٥٢ فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ
فَرِحُونَ ٥٣﴾ [المؤمنون: 51- 53].
****
الشاهد في قوله: ﴿وَإِنَّ
هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: 52]،
فدين الأنبياء واحد، وهم أمة واحدة، كلهم على التوحيد والإيمان بالله، فهم أمة
واحدة من أولهم إلى آخرهم.
﴿فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ
زُبُرٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 52].
أمرهم الله أن يكونوا أمة واحدة على التوحيد والإيمان، ولكنهم اختلفوا وتفرقوا، ﴿فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ
زُبُرٗاۖ﴾ [المؤمنون: 52]. كتبًا، كل واحد عنده كتب ومؤلفات تخالف
ما عليه الآخر، ويرد على الآخر، ويكفِّر الآخر، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله، فهذا
ما حذَّر الله منه: ﴿فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم
بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 52].
هذه المشكلة أيضًا، يمكن أن يقع الاختلاف، لكن إذا حصل الاختلاف، فالإنسان ما يجزم
أنه على صواب، وأن مخالفه على خطأ، ما يجزم بهذا، بل يحتمل العكس، يحتمل أن مخالفه
هو المحق، وأنه هو على خطأ، أما إذا جزم أنه على حق، وأن مخالفه مخطئ، فهذه مصيبة؛
لأنه لا يرجع، أما الأول يمكن يرجع، لكن الذي يجزم أنه على صواب، وأن مخالفه على
خطأ، هذا لا يرجع؛ ﴿كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا
لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 52].
***
الصفحة 6 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد