×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ [الشورى: 13]،

****

﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ [الشورى: 13] وهو التوحيد، ﴿مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا [الشورى: 13] أول الرسل، ﴿وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ [الشورى: 13] هؤلاء الخمسة هم أولو العزم، فدينهم واحد﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا [الشورى: 13]، فدينهم واحد عليهم السلام، وهو التوحيد، وترك الشرك والابتعاد عنه.

﴿أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ [الشورى: 13]، هذا ما أوصاهم الله به: ﴿أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ [الشورى: 13] وهو التوحيد، وعبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه، ثم قال: ﴿وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ [الشورى: 13] العقيدة لا يجوز الاختلاف فيها، ولا التفرق فيها، لا يجوز هذا؛ العقيدة واحدة، وهي إفراد الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه.

﴿كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ [الشورى: 13]، المشرك ينفر من التوحيد، ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ [الزمر: 45]، وهذه الحقيقة مشكلة؛ لأن بعض الناس الآن يكره ذكر التوحيد، والدعوة إلى التوحيد، ويقول: لا تنفِّروا الناس بالتوحيد بالعقيدة، هذا خطر عظيم، الذي يكره التوحيد عليه خطر عظيم، يكون من الكفار: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ [الزمر: 45]، فلا يكره التوحيد من في قلبه إيمان.


الشرح