وقال الحواريون: ﴿آمَنَّا
بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 52].
فدين
الأنبياء واحد وإن تنوعت شرائعهم؛ كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «إِنَّا مَعَاشِرَ الأَْنْبِيَاءِ دِينُنَا وَاحِدٌ» ([1]).
****
عظيم، ﴿إِنَّآ
أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ﴾ [المائدة: 44]،
النبيون الذين جاءوا من بعد موسى يحكمون بالتوراة؛ أنبياء بني إسرائيل ﴿يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ
ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ﴾، فدلَّ على أن أنبياء بني إسرائيل يسمون مسلمين.
﴿لِلَّذِينَ هَادُواْ﴾ [المائدة: 44]،
النبيون يحكمون بين اليهود بالتوراة.
لما عيسى عليه السلام قال: ﴿مَنۡ أَنصَارِيٓ
إِلَى ٱللَّهِۖ﴾ [آل عمران: 52]، لما تطاول عليه الكفار، وضايقوه، قال: ﴿مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ﴾ [آل عمران: 52]، ﴿قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ﴾ [آل عمران: 52]،
وهم تلاميذه وأتباعه: ﴿۞فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنۡهُمُ
ٱلۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ
ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ ٥٢ رَبَّنَآ ءَامَنَّا
بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ ٥٣﴾ [آل عمران: 52- 53]،
فأتباع عيسى عليه السلام مسلمون.
انظر: «وإن تنوعت»؛ لأنها شرائع الله، وأوامر الله سبحانه وتعالى، فمن أطاع الله وفق شريعة من الشرائع في وقتها قبل أن تنسخ، فإنه مسلم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3443)، ومسلم رقم (2365).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد