وقد
رتب الله عباده السعداء المنعَم عليهم أربع مراتب؛ فقال تعالى: ﴿وَمَن
يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ
عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ
وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69].
****
ومنهم من يغلو، فيقول: الأولياء أفضل من الأنبياء، خاتم الأولياء أفضل من
خاتم الأنبياء - كما يأتي -، هذه طريقة الصوفية؛ أنهم يغلون في الأولياء، حتى إن
منهم من يفضلهم على الأنبياء - والعياذ بالله -، ولهذا يقول شاعرهم:
مقام النبوة في برزخ **** فويق الرسول ودون الولي
فصار الولي عندهم فوق الرسول، وهذا أعظم الضلال - والعياذ بالله -؛ لأنهم
يقولون: إن الولي يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه النبي، فيفضلون الولي، النبي يأخذ
بواسطة: بالملك، وأما الولي، فهو يأخذ مباشرة عن الله عز وجل، بدون واسطة، فيزعمون
لأوليائهم أنهم يجالسون الله عز وجل، وأن الله يعطيهم من العلم مباشرة، هذا كله
نتيجة - والعياذ بالله - الضلال، واتباع الشيطان، والإعراض عن الكتاب والسنة.
والصحيح أن الأنبياء أولياء، لكنهم أفضل الأولياء.
﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم﴾، من هم المنعَم عليهم؟ ﴿مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ﴾ أربع مراتب: الأنبياء، ثم الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون، هذه مراتب المؤمنين عند الله سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد