وفي الحديث: «مَا
طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَلاَ غَرَبَتْ، عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّينَ
وَالْمُرْسَلِينَ أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ» ([1]).
****
هذا الحديث يدل على فضيلة أبي بكر،
وأنه أفضل الخلق بعد النبيين، ولكن هذا الحديث فيه مقال، ولكن أبا بكر الصديق رضي
الله عنه ثبتت فضائله في نصوص كثيرة:
من القرآن قوله عز وجل: ﴿إِلَّا
تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ
إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ
مَعَنَاۖ﴾ [التوبة: 40]، فصاحبه هو أبو بكر رضي الله عنه ثاني
اثنين: الرسول وأبو بكر، رفيقه في الهجرة، ورفيقه بعد البعثة في مكة، فكان ملازمًا
للرسول صلى الله عليه وسلم، من بعثته إلى أن توفاه الله، وقال صلى الله عليه وسلم:
«لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً
لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً» ([2]) فهذا يدل على فضله،
وأنه أفضل الصحابة.
ولما مرض صلى الله عليه وسلم، عهد إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فراجعته عائشة رضي الله عنها في أن يأمر عمر رضي الله عنه؛ لأنه أرفع صوتًا من أبي بكر رضي الله عنه، فغضب صلى الله عليه وسلم عليها، قال: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ([3])، فهذا دليل على فضل أبي بكر رضي الله عنه، ومناقبه كثيرة، فهي تعضد هذا الحديث؛ لأن أبا بكر هو أفضل الخلق بعد النبيين، وهذا مثل قوله عز وجل: ﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ﴾ [النساء: 69]، وأبو بكر رضي الله عنه من الصِّدِّيقين.
([1]) أخرجه: أحمد في فضائل الصحابة رقم (135).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد