* والله عز وجل وصف أبا بكر بأنه من أولي الفضل في قوله عز وجل:
﴿وَلَا يَأۡتَلِ أُوْلُواْ ٱلۡفَضۡلِ
مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤۡتُوٓاْ أُوْلِي ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ [النور: 22]، وكان
أبو بكر رضي الله عنه قد حلف ألاَّ ينفق على مسطح بن أثاثة، وكان قريبًا له، بسبب
أنه تكلم مع الذين تكلموا في الإفك، فحلف ألاَّ ينفق عليه: ﴿وَلَا يَأۡتَلِ أُوْلُواْ ٱلۡفَضۡلِ
مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ﴾ ([1])، يأتل يعني: يحلف، ﴿وَلَا يَأۡتَلِ أُوْلُواْ ٱلۡفَضۡلِ
مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤۡتُوٓاْ أُوْلِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ
فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ﴾ [النور: 22]، فأثنى على مسطح؛ لأنه من المهاجرين في
سبيل الله، وإن كان حصل منه من الخطأ ما حصل، لكن هذا لا يلغي فضيلته، وأمر أبا
بكر أن يعيد عليه النفقة، الشاهد قوله: ﴿وَلَا
يَأۡتَلِ أُوْلُواْ ٱلۡفَضۡلِ﴾، فوصف أبا بكر بأنه من أولي الفضل، وهذا وصف من الله عز
وجل في كتابه لهذا الرجل العظيم.
يكفيك أنه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، وارتد كثير من العرب، من الذي
وقف في وجوه أهل الردة، وثبت الله به الإسلام؟ هو أبو بكر رضي الله عنه.
* ولما مات الرسول صلى الله عليه وسلم، وارتجف الصحابة، وأصابتهم مصيبة، حتى فقدوا توازنهم عند المصيبة إلاَّ أبا بكر رضي الله عنه؛ لقوة إيمانه، فإنه ثبت، وأخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات، وقال: «مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ» ([2])، فثبت في هذه الحادثة العظيمة ثبات الجبال، فله مواقف رضي الله عنه لم يقفها
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2661)، ومسلم رقم (2770).
الصفحة 3 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد